تعديل

السبت، 12 أبريل 2014

شرلوك هولمز

شرلوك هولمز

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
شرلوك هولمز كما تخيله الرسام سيدني باجيت في مجلة ستراند.

تمثال لشرلوك هولمز في سويسرا
شرلوك هولمز (بالإنجليزية:Sherlock Holmes) شخصية خيالية لمحقق من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ابتكرها الكاتب والطبيب الأسكتلندي سير آرثر كونان دويل. يعرّف هولمز نفسه على أنه "محقق استشاري" يتخذ من مدينة لندن مقرًا له، ويساعد رجال الشرطة والمحققين عندما لا يجدون حلولًا للجرائم التي تواجههم. اشتهر هولمز بمهارته في استخدام التفكير المنطقي، وقدرته على التنكر والتمويه، إضافة إلى استخدام معلوماته في مجال الطب الشرعي لحل أعقد القضايا. تعد شخصية شرلوك هولمز أشهر شخصية لمحقق خيالي على الإطلاق.
ظهر هولمز لأول مرة 1887م، ومنذ ذلك الحين، كتب سير آرثر كونان دويل أربع روايات، وستاً وخمسين قصة قصيرة من بطولة هولمز، ابتدأها برواية بعنوان "دراسة في اللون القرمزي"، تلتها رواية "علامة الأربعة". أما القصص القصيرة فقد بدأ إصدارها عام 1891م، بقصة تحمل عنوان "فضيحة في بوهيميا"، وقد تتابع نشر هذه الروايات والقصص القصيرة حتى عام 1914م.
رويت جميع روايات هولمز وقصصه القصيرة من قبل صديقه الحميم وكاتب سيرته دكتور جون هـ. واطسون، باستثناء قصتين رواهما هولمز بنفسه ("مغامرة الجندي الشاحب" و"مغامرة عرف الأسد")، واثنتان أخريان رويتا بضمير الغائب ("مغامرة حجر مازارين" و"قوسه الأخير"). في قصتين أخريين ("مغامرة طقوس موسجريف" و"مغامرة جلوريا سكوت") يروي هولمز ل[[دكتور واطسون|واطسون"مغامرة طقوس موسجريف" أغلب أحداث القصة من ذاكرته، بينما يروي واطسون أجزاءً هامشيةً من القصة. كذلك فإن الروايتين الأولى والرابعة ("دراسة في اللون القرمزي" و"وادي الخوف") تحويان أجزاءً مكتوبة بصيغة السرد، بحيث تكون بعض الأحداث غير معروفة لهولمز أو واطسون.

أصل التسمية

استوحى كونان دويل شخصية هولمز من الدكتور جوزيف بيل الذي كان دويل يعمل لديه في المستشفى الملكي في أدنبرة باسكتلندا. ومثلما كان هولمز، كان الدكتور جوزيف بيل يصل إلى استنتاجات مذهلة بناءً على ملاحظات بسيطة. ومع ذلك، فقد كتب الدكتور جوزيف بيل إلى كونان دويل قائلًا: "أنت هو شرلوك هولمز، ومن الجيد أن تعلم ذلك".
وبالإضافة إلى جوزيف بيل، يُعتبر الدكتور هنري ليتلجون، المحاضر بقسم الطب الشرعي والصحة العامة بالكلية الملكية للجراحين، أحد مصادر إلهام دويل أثناء ابتكاره لشخصية هولمز. الدكتور ليتلجون عمل جراحًا في مستشفيات الشرطة، وإداريًّا في مكتب الصحة العامة بأدنبرة، ووفر لكونان دويل مدخلًا يربط بين التحقيقات الطبية، واستنتاجات الجرائم.

حياته

الحياة المبكرة


رواية "دراسة في اللون القرمزي" حيث الظهور الأول لهولمز (1887م)
التفاصيل الدقيقة لحياة شرلوك هولمز خارج إطار التحقيقات والمغامرات التي دونها دكتور واطسون تعد قليلة ومبعثرة بين كل قصص وروايات كونان دويل، وهذه التفاصيل القليلة عن حياة هولمز المبكرة وعائلته، أنتجت سيرة ذاتية مشوهة عن المحقق الشهير.
التقدير التقريبي لعمر هولمز في قصة "قوسه الأخير" تبين أنه ولد حوالي سنة 1854م، حيث أن القصة قد نشرت في أغسطس 1914م، وكان عمر هولمز فيها 60 عامًا، يعتقد بعض الباحثين أن يوم ميلاده هو 6 يناير.
أولى محاولات هولمز لتطوير مهاراته في الاستنتاج كانت قبيل تخرجه من الجامعة، أولى القضايا التي حلها -حينما كان لايزال هاويًا- كانت من أحد أصدقائه في الجامعة. ووفقًا لهولمز، فإن لقاءه غير المتوقع بوالد أحد زملائه هو ما دفعه إلى اتخاذ الاستنتاج كاحتراف، فقضى الست سنوات التالية لتخرجه من الجامعة يعمل كـ "محقق استشاري"، قبل أن تضطره ظروفه المالية إلى قبول واطسون كشريك سكن، وهي النقطة التي بدأت عندها روايات وقصص هولمز.
منذ 1881م، أصبح هولمز يسكن في 221ب شارع بيكر، لندن. حيث كان يبدأ من هناك مغامراته، ويقدم خدماته كمحقق استشاري. 221ب شارع بيكر هو عنوان شقة لها سلم من 17 درجة، وكانت هذه الشقة في الماضي تمثل النهاية العليا لشارع بيكر. قبل وصول الدكتور واطسون، كان هولمز يعمل منفردًا، وكان أحيانًا يوظف وكيلًا عنه من الطبقة الفقيرة في لندن. ولعل أهم من تعاونوا مع هولمز من الطبقات الفقيرة، مجموعة من أطفال الشوارع كان هولمز يطلق عليهم مشردو شارع بيكر، أو فرقة شارع بيكر (بالإنجليزية: the Baker Street Irregulars)، حيث ظهرت هذه المجموعة في ثلاث قصص هي "دراسة في اللون القرمزي" و"علامة الأربعة" و"مغامرة الرجل الأحدب".
أورد كونان دويل القليل من المعلومات حول عائلة هولمز، فلم يذكر شيءًا حول والديه، واكتفى بالإشارة إلى أن أسلافه كانوا من الإقطاعيين. في قصة "مغامرة المترجم اليوناني" ادعى هولمز أن أحد أقاربه هو الفنان الفرنسي الشهير فرنيه. هولمز لديه أخ أكبر منه بسبع سنوات يدعى "مايكروفت هولمز"، مايكروفت هو موظف حكومي ظهر في ثلاث قصص، وورد ذكر اسمه في قصة أخرى، ولديه طريقة غريبة في الخدمة المدنية، حيث يعتبر بمثابة قاعدة بيانات متحركة للقوانين والسياسات الحكومية. ذكرت الروايات أن مايكروفت أكثر ذكاءً وقدرة على التحليل والاستنتاج من هولمز، إلا أنه كسول وغير محب للأنشطة والحركة، حيث يفضل قضاء معظم وقته في "نادي ديوجين"، وُصف هذا النادي بأنه مخصص للأشخاص الأكثر انعزالية في لندن.

حياته مع د.واطسون


رسم لهولمز كما تخيله سيدني باجيت في قصة "مغامرة الرجل ذي الشفاة الملتوية" والتي نشرت في مجلة ستراند عام 1891م
قضى هولمز أغلب سنوات عمله كمحقق استشاري مع صديقه المقرب وكاتب سيرة حياته، الدكتور جون هـ. واطسون، الذي عاش مع هولمز فترة طويلة قبل أن يتزوج في 1887م من "ماري مورستان"، ثم عاد للإقامة معه مرة أخرى بعد وفاة زوجته. المنزل الذي أقاما فيه في شارع بيكر كان ملكًا لأرملة تدعى "السيدة هدسن".
كان لواطسون مهمتان رئيسيتان في حياة هولمز، المهمة الأولى: أنه كان بمثابة اليد اليمنى لهولمز، فبالإضافة إلى تقديم المساعدة لهولمز في الجزء الطبي من التحقيقات -بحكم كونه طبيبًا-، كان واطسون يقوم بمهمات مساعدة أخرى لصالح هولمز، كالبحث، والتنكر، والمراسلة بالنيابة عنه. المهمة الثانية: أنه كان كاتب سيرة حياته، وتفاصيل القضايا التي يحلها (أو "بوزويل الخاص بي" كما يسميه هولمز نسبة إلى جيمس بوزويل، كاتب السير الذاتية المشهور). معظم القضايا التي حلها هولمز دُونت من قبل واطسون، على شكل قصة تلخص مراحل سير القضية، بالرغم من كون هولمز دائم الانتقاد لأسلوب واطسون في الكتابة.
صداقة هولمز وواطسون كان أهم علاقة في قصص وروايات كونان دويل. في العديد من القصص، وبالرغم من حالة تبلد المشاعر الواضحة لدى هولمز، إلا أن تقديره واحترامه لواطسون سرعان ما يظهر بوضوح. وبشكل عام، ظل هولمز يعمل كمحقق استشاري لثلاث وعشرين عامًا، وثق منها د.واطسون سبعة عشر عامًا.

التوقف الكبير


صورة هولمز ومورياتي يتصارعان بالقرب من شلالات الرايشنباخ كما رسمها سيدني باجيت
كتب كونان دويل المجموعة الأولى من قصص هولمز على مدار عشر سنوات، وسعيًا منه لتوفير وقت لكتابة رواياته التاريخية، فقد قرر قتل هولمز في قصة "المشكلة الأخيرة"، التي كتبها عام 1891م، بينما لم تمثل للطبع إلا بعد ذلك بعامين. لم يتقبل القراء هذا الأمر بسهولة، وظلوا على مدار ثمانية أعوام يرفضون مافعله كونان دويل ويطالبونه بإعادة هولمز للحياة، وهو ماتم بالفعل، حيث نُشرت رواية "كلب آل باسكرفيل" عام 1901م، والتي تدور أحداثها ضمنيًا في فترة ماقبل وفاة هولمز (تتحدث بعض النظريات عن أن أحداث هذه الرواية وقعت بعد "عودة" هولمز فعلًا لكن واطسون وضع قرائن أشارت إلى العكس). في 1894م، نشر كونان دويل قصة "مغامرة المنزل الفارغ" التي بدأ كتابتها في 1893م، والتي يعود فيها هولمز للظهور مرة أخرى، ويشرح لواطسون المذهول كيف أن قصة وفاة هولمز في "مغامرة المشكلة الأخيرة" ماهي إلا مجرد خدعة استخدمها للإطاحة بأعدائه. تعتبر "مغامرة المنزل الفارغ" بداية المجموعة الثانية من قصص هولمز، والتي استمر كونان دويل في كتابتها حتى 1927م.
عشاق هولمز يطلقون على الفترة مابين 1891م إلى 1894م -الفترة بين وفاة هولمز في "المشكلة الأخيرة" وعودته للحياة في "مغامرة المنزل الفارغ"- اسم "التوقف الكبير - Great Hiatus". وعلى الرغم من ذلك، فإن قصة "مغامرة وستيريا لودج" قد وقعت أحداثها عام 1892م، وهو أمر يفسره الكثيرون على أنه خطأ من جانب سير كونان دويل.

حياته بعد تقدمه في السن

ذُكر في قصة "قوسه الأخير" أن هولمز قد تقاعد وانتقل للعيش في مزرعة صغيرة في "ساسكس داونز"، إلا أن تاريخ هذا الانتقال غير محدد بالضبط، لكنه من المفترض أن يكون قرابة عام 1904م. وقد اتخذ هولمز من هوايته في تربية النحل كوظيفة أساسية تلتهم معظم وقته، مؤلفًا كتابًا عن "الدليل العملي لثقافة النحل، مصحوبًا بملاحظات عن سلوك الملكة". كما تظهر القصة أن هولمز وواطسون قطعا حياتهما في المزرعة مرتين: الأولى للمشاركة في محاولة إيجاد حل سلمي أثناء الحرب العالمية الأولى. والثانية أثناء "مغامرة عرف الأسد" التي رُويت بواسطة هولمز نفسه، ووقعت أحداثها أثناء فترة تقاعده، كما أن تفاصيل وفاة هولمز غير معروفة.

عادات وملامح شخصية هولمز

وصف واطسون هولمز بأنه بوهيمي في عاداته وأسلوب حياته، ووفقًا لواطسون، فإن هولمز شخص غريب الأطوار، لايضع أي اعتبار للمقاييس المجتمعية فيما يتعلق بالترتيب والتنظيم، فما يبدو للأخرىن فوضى أو هباء لا قيمة له، يراه هو ثروة من المعلومات المفيدة. وطوال سير أحداث القصص، كان هولمز دائمًا ما يغرق في الفوضى الخاصة به من مستندات وأوراق ومصنوعات يدوية، إلى أن يجد الشيء الذي كان يبحث عنه بالتحديد.
كتب واطسون عددًا من الملاحظات حول عادات هولمز الغذائية، فذكر أنه لم يكن يهتم بأمر الطعام، وكان إذا استغرق في التفكير، فإنه ينسى أمر الطعام لساعات متواصلة، حتى يبدو الأمر كأنه يجوّع نفسه(كما وصفه واطسون في "مغامرة بنّاء نوروود").
كانت عادة هولمز أن يدخن الغليون، بينما لم يكن يستخدم السجائر بشكل متكرر، لم يورد واطسون أثناء توثيقه لحياة هولمز استخدامه للغليون على أنه أمر سيء. ومع ذلك، فقد كان واضحًا أن واطسون لديه حدود شخصية يلتزم بها أكثر مما لدى هولمز، وأحيانًا كان يوبخ هولمز على خلق "أجواء سامّة" بتدخينه للغليون في الغرفة، وقد أشار هولمز إلى اعتدال واطسون في "مغامرة قدم الشيطان".
كذلك، فلم يشجب واطسون أو يستنكر استعداد هولمز لتجاوز القوانين من أجل مصلحة موكليه وزبائنه (كالكذب على الشرطة، أو إخفاء الأدلة، أو اقتحام المنازل والملكيات الخاصة) عندما كان يمكنه تبرير ذلك أخلاقيًا. إلا أنه لم يغض الطرف عن مخططات هولمز تلك عندما تمس أو تتلاعب بالأشخاص الأبرياء، كما فعل هولمز -مثلًا- عندما تلاعب بقلب ومشاعر امرأة شابة في "مغامرة تشارلز أغسطس ميلفرتون" على الرغم من أنه قد حمى أموالها من أن يسرقها ميلفرتون.
ظهر هولمز في بعض القصص على أنه يقف في صف الحكومة في المسائل المتعلقة بالأمن القومي، كما أنه قام ببعض مهام مكافحة التجسس في قصة "قوسه الأخير". باستخدام مهارته في إطلاق النار، زين هولمز جدار منزله في شارع بيكر برصاص أطلقه من مسدسه ليشكل الرمز "VR" (والذي يرمز لـ"Victoria Regina" وهي كلمة رومانية تعني: الملكة فكتوريا).
كان هولمز يتمتع بثقة زائدة وغرور قاتل يصل أحيانًا إلى حدود الغطرسة، وإن كان هذا الأمر مبررًا، فهو دائمًا ما يرى بعينيه محققي الشرطة يقفون عاجزين أمام استنتاجاته المذهلة، ومع ذلك فهو لم يكن باحثًا عن الشهرة، فعادةً ما كان يسمح لرجال الشرطة أن يحصلوا على كل التقدير والثناء حتى ولو كانت القضية حُلّت بفضل استنتاجاته. فقط عندما كان واطسون ينشر تفاصيل القضايا كان دور هولمز يبدو واضحًا. وبسبب منشورات واطسون تلك إضافة إلى مقالات الصحف، صار هولمز معروفًا كمحقق جيد، وصار الناس يطلبون مساعدته بدلًا من -أو بالتوازي مع- الشرطة. هولمز كان مسرورًا عندما أدرك حجم قدراته الفذة، وبدت استجاباته للإطراء واضحة -وفقًا لملاحظات واطسون- كفتاة معجبة بالتعليقات على مدى جمالها.
مشاعر هولمز وتصرفاته يمكن وصفها بأنها باردة وصلبة، وقلبه كان قاسيًا بحيث أنه وبالرغم من كونه في وسط مغامرة ما، والأخطار تحيط به، كان بإمكانه التألق بعدد من الملاحظات العاطفية التي لا تناسب صعوبة الموقف. هولمز -كذلك- كان موهوبًا في الاستعراض، وكان يتمتع بحضور قوي، كما كان مميزًا في إعداد الأفخاخ التي يمكنه من من خلالها القبض على الجاني متلبسًا، وغالبًا ما يفعل ذلك بطريقة معينة يبهر من خلالها واطسون، أو أحد مفتشي سكوتلاند يارد.
هولمز كان شخصًا انعزاليًا لم يسعَ إلى تكوين صداقات، بالرغم من قدرته على الاحتفاظ بهم، لذا فهو لا يملك أصدقاء كثر، وقد عزا هولمز وحدته إلى اهتماماته الغريبة والتي لا يشاركه فيها الكثير من الناس. في "مغامرة جلوريا سكوت" أخبر هولمز صديقه واطسون أنه بعد سنتين من الدراسة في الجامعة، نجح في الحصول على صديق واحد فقط اسمه "فيكتور تريفور".

المظهر الشخصي

الصورة المتداولة عن هولمز هي صورة رجل طويل القامة، ونحيل الوجة، وبهي الطلة، يعتمر قبعة خاتل الأيائل، وفي فمه غليون، وعلى كتفه قبعة، يقف ممسكًا بعدسة مكبرة. يوصف هولمز بأنه سيد إنجليزي من الطراز الفيكتوري، له عينان حادتان دقيقتان، وأنف معقوف، كما وُصِف في رواية "كلب آل باسكرفيل" بأنه شبيه بالقط، يحب النظافة الشخصية. كما أنه لا شيء يمنعه من مواصلة تطوير مهنته الشخصية كمحقق استشاري.

تعاطيه للمخدرات

كان هولمز يتعاطى المخدرات بين الحين والآخر، خصوصًا في الوقت الذي لاتكون هناك قضايا تشغل باله، وتُستنفذ قواه في حلها. كان يؤمن بأن الكوكايين يحفز دماغه ويقوم بالوظيفة التي تقوم بها القضايا المعقدة، فكان يتعاطى الكوكايين عن طريق الحقن، كما كان يتعاطى المورفين كذلك، هذه المخدرات كانت قانونية في إنجلترا حتى نهاية القرن التاسع عشر. كلٌّ من هولمز وواطسون كانا يستخدمان الغليون والسجائر (وإن كان هولمز يستخدم السجائر بشكل أقل). ظهر هولمز في القصص والروايات قادرًا على التمييز بين الأنواع المختلفة لبقايا رماد التبغ، كما كتب أفرودة حول هذا الموضوع إلا أنها لم تنشر.
واطسون لم يكن موافقًا أبدًا على فكرة تعاطي هولمز للكوكايين، وكان يصفه بأنه "المحقق ذو الخطيئة الوحيدة" إشارة إلى تعاطيه، وعبر لهولمز عن قلقه كثيرًا من أن يؤثر التعاطي على حالته العقلية، ومستوى ذكائه. في القصص الأخيرة ذكر واطسون أن هولمز "أقلع حديثًا" عن المخدرات، إلا أنه عاد ووصف عادة هولمز في التعاطي بأنها "لم تمت، بل كانت -بكل بساطة- نائمة".

شؤونه المالية

بالرغم من أن هولمز احتاج واطسون ليشاركه دفع إيجار منزله في 221ب شارع بيكر، إلا أن واطسون كشف في "مغامرة المحقق الميت" -حينما كان هولمز يسكن وحده- أنه "لاشك أن المال الذي دفعه هولمز ثمنًا لإيجار بعض غرف المنزل، كان كافيًا لشراء المنزل كله"، كما أشار إلى أن هولمز كوّن دخلًا جيدًا من عمله محققًا، إلا أن واطسون لم يكن يشير إلى مقدار ما يتقاضاه هولمز من المال نظير خدماته إلا نادرًا. في قصة "فضيحة في بوهيميا" دُفع لهولمز مبلغ ضخم عبارة عن ألف جنيه (300 من الذهب، و700 من الورق) وذلك فقط كدفعة أولى.

هولمز نائم في سريره، من "مغامرة المحقق الميت"

علاقته مع آيرين أدلر

آيرين أدلر هي مغنية أوبرا أمريكية، وهي واحدة أبرز النساء اللائي ظهرن في القصص، رغم أنها لم تظهر سوى في قصة واحدة فقط، وهي قصة "فضيحة في بوهيميا". ذكر واطسون أن هولمز دائمًا ما كان يشير إلى آيرين أدلر باسم "المرأة" ولم يكن يشير إليها بأي اسم آخر. وهي -بلا شك- المرأة الوحيدة التي أحبها هولمز، أو -على أقل تقدير- أثارت إعجابه بشكل دائم، حتى إنه اكتفى بصورة فوتوغرافية لها كمقابل من ملك بوهيميا عن الدور الذي أداه هولمز في هذه القضية.

علاقته مع النساء الأخريات

في "مغامرة تشارلز أغسطس ميلفرتون"، قرر هولمز أنه سيخطب إحدى النساء، تمهيدًا لإعلان زواجه منها. إلا أن هذا الزواج في الحقيقة كان مزيفًا بهدف الحصول على معلومات تساده في حل القضية. أبدى هولمز اهتمامًا مبدئيًا ببعض عميلاته من النساء، (أهم هؤلاء النساء: فيوليت هنتر في "مغامرة أخشاب الزان النحاسية"، وفيوليت سميث في "مغامرة الدراج المنفرد"، وهيلين ستونر في "مغامرة الشريط المرقط"). وصف واطسون هولمز بأنه "لديه نفور من النساء، لكنه يهتم بهن بطريقة خاصة"، كما وصفه في رواية "علامة الأربعة" بأنه "إنسان آلي، أو آلة حاسبة". وبشكل عام، يمكن القول بأن الفائدة الوحيدة التي عادت على هولمز من النساء، هي القضايا التي يطلبن منه حلها. هذه الإشارات المختلفة إلى فقدان هولمز الاهتمام بإقامة علاقات مع النساء بشكل عام، والعميلات بشكل خاص، دفعت واطسون لأن يقول له أن "فيك شيئًا غير بشري في بعض الأحيان". وقال أيضًا أنه وبالرغم من كرهه للنساء وارتيابه منهن، إلا أنه -أي هولمز- خصم شهم. أشار كونان دويل إلى ماكتبه مصدر إلهامه الدكتور جوزيف بيل حول هولمز، حيث كتب "عندما يتعلق الأمر بالوقوع في الحب، فإن هولمز يفقد إنسانيته، ويتحول إلى مايشبه آلة تشارلز بابيج الحاسبة". كتب واطسون في "مغامرة المحقق المحتضر" أن السيدة هدسن كانت مغرمة بهولمز على نحو خاص، بالرغم من سلوكه المزعج وغريب الأطوار بالنسبة لكونه مستأجِرًا، وذلك بسبب دماثة خلقه ولطفه البالغ في التعامل مع النساء.

أساليبه في الاستنتاج

الاستنتاج الهولمزي

كان هولمز حاد الذكاء كان يلتفت في تفاصيل الى كل صغيره لم يهمل اي شيء من الدله كان يجمع جميع الادله ويتكد من الادله ويوجه الاتهام بعدها شخصيه لا يخدع بسهوله

التنكر والتمويه

أظهر هولمز قدرة عالية على التنكر و التمثيل، في عدد من الروايات و القصص كان هولمز قادرًا على استخدام التنكر ليساعده على جمع الأدلة. وفي هذه الحالات فإن تنكره يكون مقنعًا لدرجةٍ يصعب معها حتى على واطسون نفسه أن يكتشف أن الواقف أمامه هو هولمز متنكرًا، وقد كتب واطسون في ملاحظاته أن "خشبة المسرح فقدت ممثلًا جيدًا عندما أصبح هولمز متخصصًا في تحقيقات الجرائم" في إشارة منه إلى براعة هولمز في التمثيل. وقد تنكر هولمز في أشكال مختلفة عبر الروايات والقصص، ومنها:
  • بحار، في رواية "علامة الأربعة".
  • شحاذ، في رواية "كلب آل باسكرفيل".
  • سائس خيل، في قصة "فضيحة في بوهيميا".
  • قسيس، في قصة "فضيحة في بوهيميا".
  • مدمن أفيون، في "مغامرة الرجل ذو الشفة الملتوية".
  • متبطل عادي، في "مغامرة إكليل العقيق".
  • كاهن إيطالي عجوز، في "مغامرة المشكلة الأخيرة".
  • بائع كتب، في "مغامرة المنزل الفارغ".
  • سباك، في "مغامرة تشارلز أغسطس ميلفرتون".
  • رجل محتضر، في "مغامرة المحقق المحتضر".
في إحدى ملاحظاته، كتب واطسون أن "المسرح فقد ممثلًا بارعًا، حين قرر هولمز أن يتخصص في الجرائم" في إشارة إلى براعته في التنكر.

الأسلحة وفنون القتال


مسدس عسكري من طراز Mark III Adams الذي يختلف عن طراز mark II في تصميم ماسورة الإطلاق

مسدس من طراز Webley Bulldog

مسدس من طراز Webley RIC صنع عام 1868

المسدس

كان هولمز وواطسون يحملان المسدسات معهم، وقد استخدمت عدة أنواع من المسدسات في القصص، منها:
  • مسدس من طراز Mk III Adams الذي كان يستخدمه واطسون أثناء خدمته السابقة في الجيش، حيث كان هذا الطراز من المسدسات جزءًا من تسليح القوات البريطانية في سبعينات القرن التاسع عشر.
  • مسدس من طراز Webley Bulldog كان هولمز يحمله.
  • مسدس من طراز Webley RIC.
  • مسدس حكومي من طراز Webley-Government "WG" Army.
استخدمت الأسلحة في عدة مواضع في القصص والروايات، هي:
  • في رواية "علامة الأربعة": استخدم هولمز وواطسون السلاح في جزر أندمان.
  • في رواية "كلب آل باسكرفيل": أطلق كلاهما النار.
  • في "مغامرة أخشاب الزان النحاسية": أطلق واطسون النار وقتل كلبًا ضخمًا.
  • في "مغامرة المنزل الفارغ": استخدم واطسون عقب المسدس ليوقع الكولونيل سيباستيان موران على الأرض.
  • في "The Adventure of the Three Garridebs": استخدم هولمز عقب المسدس ليوقع بالقاتل إيفانز، بعد أن أطلق واطسون النار.
  • في "مغامرة طقوس موسجريف" ذُكر أن هولمز زين جدار شقته بطلقات رصاص من مسدسه ليشكل الرمز "VR" (والذي يرمز لـ"Victoria Regina" وهي كلمة رومانية تعني: الملكة فكتوريا).
  • في "المشكلة الأخيرة" أثناء لقائه بالبروفيسور موريارتي، أبقى هولمز فوهة مسدسه مغلقة بيده.
  • في "مغامرة إكليل العقيق" صوب هولمز مسدسه نحو السير جورج بارنويل.
  • في "مغامرة الدراج المنفرد" و"مغامرة بيتر الأسود" و"مغامرة الرجال الراقصين": كلٌ من هولمز و/أو واطسون استخدما مسدسًا للإيقاع بالمجرمين.
  • في "مغامرة جسر ثور" استخدم هولمز مسدس واطسون لإعادة تمثيل الجريمة.

العصا

كعادة النبلاء في ذلك الزمان، كان هولمز عادة ما يحمل بحوزته عصًا أو عكازًا، كما أشار واطسون إلى خبرته في استخدام الهراوات، وقد استخدم هولمز عصاه كسلاح مرتين.

السيف

ذكر واطسون في رواية "دراسة في اللون القرمزي" أن هولمز كان بارعًا في استخدام السيف، إلا أن لم يرد في أيٍّ من القصص أو الروايات أن هولمز استخدمه. ذُكر أيضًا في "مغامرة جلوريا سكوت" أن هولمز كان يتدرب على المبارزة.

ركوب الخيل

في عدد من القصص ظهر هولمز مُلمًا بفنون ركوب الخيل، وفي "مغامرة قضية هوية" كان على وشك أن يهزم مشعوذًا باستخدام الحصان، وفي "مغامرة عصابة الرؤوس الحمراء" أطاح هولمز بالمسدس من يد جون كلاي باستخدام سوط الحصان، كذلك فقد أبعد الأفعى في "مغامرة الشريط المرقط" باستخدامه. في "النابليونيون الستة" ظهر هذا السوط على أنه سلاحه المفضل، فقد استخدمه لكسر تماثيل مصنوعة من الجص.

القتال باليد

ذُكر في "مغامرة جلوريا سكوت" أن هولمز دُرب على الملاكمة. كما كان بارعًا في الملاكمة باليد العارية التي مكنته من التغلب على خصومه في المواضع القليلة من القصص التي اضطر فيها للاشتباك جسديًا معهم، وفي "مغامرة الوجه الأصفر" علق واطسون قائلًا أنه "كان بلا شك أفضل ملاكم رأيته على الإطلاق في فئة وزنه".

الفنون القتالية

في "مغامرة المنزل الفارغ" روى هولمز لواطسون كيف أنه استخدم فنون القتال ليتغلب على خصمه البروفيسور موريارتي ويدفعه إلى الموت سقوطًا من شلالات الرايشنباخ قائلًا: "لدي معرفة عامة عن الباريتسو، أو النظام الياباني من المصارعة، الأمر الذي أفادني كثيرًا". كلمة باريتسو هو تحريف لاسم رياضة البارتيتسو -وربما كان خطأ في الكتابة من قبل سير كونان دويل- التي كانت منتشرة في بريطانيا وقت كتابة القصص، وهي عبارة عن مزيج من رياضات الجوجوتسو، والملاكمة، والمبارزة بالعصا.

الحالة البدنية

كان هولمز يملك قوة بدنية فوق المتوسطة، بالرغم من قامته النحيلة، حيث ذكر واطسون في "مغامرة الوجه الأصفر" أن "القليل من الرجال يمكنهم بذل جهد عضلي أعلى من هولمز"، وفي "مغامرة إكليل العقيق" يقول هولمز أنه "يمتلك قوة استثنائية في أصابعه.

معارف هولمز ومهاراته


شرلوك هولمز ودكتور واطسون كما رسمهما سيدني باجيت
في أول قصصه، "دراسة في اللون القرمزي"، قُدِمَت بعض المعلومات عن ماضي هولمز. قُدِم في 4 مارس 1881م على أنه طالب كيمياء مستقل، له مجموعة واسعة من الاهتمامات الغريبة، هذه الاهتمامات تصب في مجرى مساعدته ليصبح خارقاً في حل الجرائم. عندما ظهر لأول مرة، كان يصيح فرحًا لأنه استطاع تطوير أسلوب جديد لكشف بقع الدماء، في قصص أخرى يظهر منغمسًا في تجارب كيميائية في منزله لدرجة أن الغرفة تعمها أبخرة كريهة الرائحة. في "مغامرة جلوريا سكوت" ذكر هولمز أن ثناء والد أحد أصدقائه على مهاراته في التحقيق ساهم في اختياره هذا المجال. يظهر هولمز ملتزمًا بشكل صارم بالأساليب العلمية، والمنطق، وقوة الملاحظة، والاستنتاج.
في "دراسة في اللون القرمزي"، ادعى هولمز أنه لا يعرف أن الأرض تدور حول الشمس، معللًا ذلك بأن معلومات كهذه لا علاقة لها بعمله، ومباشرة بعد سماعه تلك المعلومة من واطسون، قال إنه سيحاول فورًا نسيان هذه الحقيقة العلمية. قال هولمز أنه يؤمن أن العقل لديه قدرة تخزين محدودة، ولذا فإن تعلم الأشياء عديمة الفائدة سيعيق تعلمه للأشياء المفيدة.في نفس الرواية، وضع دكتور واطسون تقييمًا لمهارات هولمز قائلًا:
  1. معارفه في الأدب – صفر.
  2. معارفه في الفلسفة – صفر.
  3. معارفه في علم الفلك – صفر.
  4. معارفه في السياسة – ضعيفة.
  5. معارفه في علم النبات – متغيرة. جيدة في الحشيش والأفيون، والسموم عامة، لا يعرف شيئاً عن البستنة العملية.
  6. معارفه في الجيولوجيا – عملية، لكن محدودة. يميز بلمحة بين أنواع التربة التربة المختلفة، وبعد النزهات أراني لطخات على بنطاله، وأخبرني من أي مكان في لندن علقت به بواسطة لونها وكثافتها.
  7. معارفه في الكيمياء – عميقة.
  8. معارفه في علم التشريح – دقيقة، لكن غير منظمة.
  9. معارفه في أدب الإثارة – هائلة. يظهر أنه يعرف كل تفصيل في أي رعب اُرتُكِب في القرن.
  10. يعزف على الكمان بشكل جيد.
  11. لاعب خبير بالعصا، ملاكم، ومبارز.
  12. لديه معرفة جيدة وعملية بالقانون البريطاني.
في نهاية الرواية يظهر هولمز متقنًا اللغة اللاتينية، ولا يحتاج إلى ترجمة أثناء قراءة القصائد الرومانية الأصلية، رغم أن معرفة اللغات أمر ليس ذو فائدة كبيرة للمحقق، إلا أن كل طلبة الجامعات في ذلك الوقت كان يجب عليهم تعلم اللاتينية كجزء من دراستهم.
هذه القائمة التي كتبها واطسون تعارضها الأحداث في القصص اللاحقة، فمثلًا: يفترض بهولمز أنه لا يعلم شيئًا عن السياسة، إلا أنه في "فضيحة في بوهيميا" تذكر مباشرة هوية الكونت فون كارم. أيضًا بالرغم من قول واطسون أنه يفتقد الحس الأدبي، إلا أنه محادثاته كانت تزخر بمقولات من الكتاب المقدس، وكتب شكسبير، وكتب الأديب الألماني فون غوته، كما أنه اقتبس من رسالة فلوبير إلى جورج ساند المكتوبة باللغة الفرنسية، وفوق ذلك، ففي رواية "كلب آل باسكرفيل" استطاع هولمز تمييز أعمال الرسام الإيطالي-الأسترالي مارتن نوللير، والرسام الإنجليزي جاشوا رينولدس، وقد فسر هولمز ذلك قائلًا: "أعلم ماهو جيد بمجرد النظر إليه".
شرلوك هولمز أيضاً محلل شفرات كفء، ويقول لواطسون: "أنا متآلف مع كل أشكال الكتابة السرية بشكل جيد، وأنا نفسي مؤلف كتاب ثانوي حول الموضوع، حللت فيه مائة وستين شفرة منفصلة." حُلت إحدى الشفرات في مغامرة الرجال الراقصين، التي استخدمت سلسلة من الأشكال الأولية.
شفرة الرجال الراقصين
ويمكن اعتبار هولمز رائداً في علم الأدلة الجنائية الحديث لاستخدامه هذا العلم في قضاياه مثل:

0 التعليقات:

إرسال تعليق